حكايتى مع المراسلة والبريد السعيد
كيف بدأت الحكاية
يُسمونه البريد السعيد... عندما يصلك خطاب من إنسان آخر على هذا الكوكب، لا تعرفه ولا يعرفك، وتلك الخطابات هي وسيلتكما لاكتشاف بعضكما البعض. ثم تفتح الخطاب لتجد بعض المفاجآت البسيطة؛ كارت من بلد الشخص المرسل، بعض أكياس الشاي، أو قطعة شوكولاتة بطعم اكتشاف العالم
بدأت رحلتي مع المراسلة وأنا بالمدرسة الثانوية. بعض الزميلات أحضرن نماذج طلبات خاصة بمنظمة تُدعى "آي واي إس". بملء الطلب، تستطيع اختيار البلاد التي ترغب في الحصول على أصدقاء مراسلة منها. قمت باختيار اليابان، فقد كنت منبهرة بذلك الكوكب البعيد، ودفعت مبلغ ٣ دولارات رسوم الخدمة. وكذلك فعلت زميلاتي، وبالفعل حصلت كل منهن على صديق بالمراسلة، إلا أنا، فلم يجدوا لي أصدقاء من اليابان
حزنت بشدة وشعرت بإحباط شديد، فقمت بإرسال طلب آخر، ولكن هذه المرة حاولت انتقاء بلد يسهل أن يجدوا فيه أصدقاء مراسلة. وأهداني تفكيري إلى فنلندا، والسبب في ذلك كونها مقر مؤسسة المراسلة، فلا بد وأن لديهم الكثير من الراغبين في المراسلة في بلدهم. وبالفعل، حصلت على أول صديقة بالمراسلة وهي "ماري"، فلاحة فنلندية متزوجة من عامل لحام ولديهما ثلاثة أطفال. دخلت عالمها من خلال رسائلها، وبهرني كونها فلاحة متعلمة تجيد الإنجليزية، وكيف ارتبطت بزوجها بعد قصة حب يجددون الاحتفال بها كل عام برقص الفالس. عالم يختلف تمامًا عن عالم الفلاحين في مصر حيث كنت أعيش. وبدأنا تبادل الخطابات السعيدة، ولن أنسى ذلك القالب الضخم من الشوكولاتة الفنلندية الذي أرسلته لي واستغرق مني شهرًا لإنهائه
بعد عدة سنوات، كنت قد وضعت عنواني في إحدى قوائم المراسلة التي اقترحتها عليّ ماري، حين جاءتني رسالة من شاب إسباني. أصبحت أنتظر خطابين لا خطابًا واحدًا، وأستمتع كثيرًا بالرد على الرسائل وتزيينها، وإضافة بعض المفاجآت السعيدة لها
بعد ظهور الإنترنت، انتقلت ماري من صديقة مراسلة إلى صديقة على الفيس بوك، وبدأت رسائلنا تقل شيئًا فشيئًا إلى أن توقفت، واقتصرت علاقتنا على الفيس بوك على التهنئة بأعياد الميلاد عندما يذكرنا بها الفيس بوك فقط
أما صديقي الإسباني فقد تضاءلت رسائله بعد أن تزوج وأنجب. وعند زيارتي لإسبانيا، عرضت عليه أن نتقابل بعد ١٠ أعوام من تبادل الخطابات، لكنه أخبرني بأنه مرهق من العمل، ولأنني أزور مدريد ليومين فقط، فلن يستطيع أن يأتي للقائي في إجازة نهاية الأسبوع، بل يفضل أن يرتاح. أحبطت بشدة، ولم أصدق رده، وانتهت مراسلاتنا منذ ذلك اليوم
رغم كل هذا، ما زال عشقي للمراسلة يطاردني ويُلِحّ عليّ في عصر الإنترنت، وبدأت أكتشف أنني لست الوحيدة الراغبة في أصدقاء بالمراسلة، وأن هناك مواقع على الإنترنت متخصصة في هذا الشأن.
مواقع للمراسلة
لكل محبى المراسلة هذه هى مواقع مجانية خاصة بالتوفيق بين عشاق المراسلة من مختلف دول العالم
جروب فيس بوك خاص بالمراسلة و لكن هناك الكثير من الجروبات الأخرى
هذا الموقع خاص بتبادل المفاجآت الصغيرة فمن الممكن الإنضمام لتبادل الشاى مثلاً أو تبادل الكروت أو الكتب و غير ذلك بالإضافة للخطابات طبعاً
فوائد المراسلة
تذكر أن تبادل الخطابات ليس فقط سيمنحك لحظات من السعادة لكن أيضا هو
وسيلة رائعة لتحيسن اللغة
نافذة على ثقافات أخرى
وسيلة لكسب أصدقاء في دول مختلفة
فرصة للعودة لأيام الزمن الجميل و البعد عن زمن السرعة
وسيلة لإظهار الإبداع الفنى فيما يتعلق بالخط و تزيين الخطاب
و الآن دعونى أشارك معكم في هذا الفيديو وفيه البريد السعيد الذى وصلنى من كندا